فصل: بقية الصوائف في الدولة الأموية.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.بقية الصوائف في الدولة الأموية.

قد انتهينا بالصوائف إلى أخر أيام عمر بن الله العزيز وفي سنة اثنتين ومائة أيام اليزيد غزا عمر بن هبيرة الروم من ناحية أرمينية وهو على الجزيرة قبل أن يلي العراق فهزمهم وأسر منهم خلقا منهم سبعمائة أسير وغزا العباس بن الوليد الروم أيضا ففتحها لسنة ثم غزا سنة ثلاث بعدها فافتتح مدينة رسلة ثم غزا الجراح الحكمي أيام هشام سنة خمس فبلغ وراء بلنجر وغنم وغزا في هذه السنة سعيد بن عبد الملك أرض الروم وبعث ألف مقاتل في سرية فهلكوا جميعا وغزا فيها مروان محمد بالصائفة اليمنى ففتح مدينة من أرض الزوكج ثم غزا سعيد بن عبد الملك بالصائفة أيام هشام سنة ست ثم غزا مسملة بن عبد الملك الروم من الجزيرة وهو وال عليها ففتح قيسارية وغزا إبراهيم بن هشام ففتح حصنا وغزا معاوية بن هشام في البحر قبرس وغزا سنة ففتح حصنا آخر يقال له طبسة وغزا سنة عشر بالصائفة عبد الله بن عقبة الفهري وكان على جيش البحر عبد الرحمن بن معاوية بن خديج وغزا بالصائفة اليسرى سنة إحدى عشرة معاوية بن هشام وبالصائفة اليمنى سعيد بن هشام وفي البحر عبد الله بن أبي مريم وافتتح معاوية في صائفة سنة ثلاث عشرة مدينة خرشفة وغزا سنة ثلاث عشرة عبد الله البطال فانهزم فثبت عبد الوهاب من أصحابه فقتل ودخل معاوية بن هشام أرض الروم من ناحية مرعش ثم غزا سنة أربع عشرة بالصائفة اليسرى وأصحاب ربض أفرق والتقى عبد الله البطال مع قسطنطين فهزمه البطال وأسره وغزا سليمان بن هشام بالصائفة اليسرى فبلغ قيسارية وهزم مسلمة بن عبد الملك خاقان وباب الباب وغزا معاوية بن هشام بالصائفة سنة خمس عشرة وغزا سفيان بن هشام بالصائفة اليسرى سنة سبع عشرة وسليمان بن هشام بالصائفة اليمنى من ناحية الجزيرة وفرق السرايا في أرض الروم وبعث فيها مروان بن محمد من أرمينية فافتتحوا من أرض اللان آهلها أخذها قومانساه صلحا غزا معاوية وسليمان أيضا أرض الروم سنة ثماني عشرة وغزا فيها مروان بن محمد من أرمينية ودخل أرض وارقيس فهرب وارقيس إلى الحرو ونازل حصنه فحاصره وقتل وارقيس بعض من اجتاز به وبعث برأسه إلى مروان ونزل أهل الحصن على حكمه فقتل وسبى وغزا سنة تسع عشرة مروان بن محمد من أرمينية ومر ببلاد اللان إلى بلاد الخزر على بلنجر وسمندر وانتهى إلى خاقان فهرب خاقان منه وغزا سليمان بن هشام سنة عشرين بالصائفة فافتتح سندرة وغزا إسحق بن مسلم العقيلي قومانساه وافتتح قلاعه وخرب أرضه وغزا مروان من أرمينية سنة إحدى وعشرين وأفنى قلعة بيت السرير فقتل وسبى ثم قلعة أخرى كذلك ودخل عزسك وهو حصن الملك فهرب منه الملك ودخل حصنا له يسمى جرج فيه سرير الذهب فنازله مروان حتى صالحه على ألف فارس كل سنة ومائة ألف مدنى ثم دخل أرض أزرق ونصران فصالحه ملكها ثم أرض تومان كذلك ثم أرض حمدين فأخرب بلاده وحصر حصنا له شهرا حتى صالحه ثم أرض مسداد ففتحها على صلح ثم نزل كيلان فصالحه أهل طبرستان وكيلان وكل هذه الولايات على شاطئ البحر من أرمينية إلى طبرستان وغزا مسلمة بن هشام الروم في هذه السنة فافتتح بها مطامير وفي سنة اثنتين وعشرين بعدها قتل البطال وإسمه عبد الله بن الحسين الأنطاكي وكان كثير الغزو في بلاد الروم والإغارة عليهم وقدمه مسلمة على عشرة آلاف فارس فكان يغزو بلاد الروم إلى أن قتل هذه السنة وفي سنة أربع وعشرين غزا سليمان بن هشام بالصائفة على عهد أبيه فلقي أليون ملك الروم فهزمه وغنم وفي سنة خمسة وعشرين خرجت الروم إلى حصن زنطره وكان افتتحه حبيب بن مسلمة الفهري وخزيمة الروم وبني بناء غير محكم فأخربوه ثانية أيام مروان ثم بناه الرشيد وطرقه الروم أيام المأمون فشعبوه فأمر ببنائه وتحصينه ثم طرقوه أيام المعتصم وخبره معروف وفي هذه السنة غزا الوليد بن يزيد بالصائفة أخاه العمر وبعث الأسود بن بلال المحاربي بالجيش في البحر إلى قبرس ليجير أهلها بين الشام والروم فافترقوا فريقين وغزا أيام مروان سنة ثلاثين بالصائفة الوليد بن هشام ونزل العمق وبنى حصن مرعش.

.عمال بني أمية على النواحي.

استعمل معاوية أول خلافته سنة أربعين عبد الله عمرو بن العاص على الكوفة ثم عزله واستعمل المغيرة بن شعبة على الصلاة واستعمل على الخراج وكان على النقباء بها شريح وكان حمران بن أبان قد وثب على البصرة عندما صالح الحسن معاوية فبعث بشر بن أرطأة على البصرة وأمده فقتل أولاده زياد بن أبيه وكان عاملا على فارس لعلي بن أبي طالب فقدم البصرة وقد ذكرنا خبره مع بني زياد فيما قبل ثم ولى على البصرة عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس وضم إليه خراسان وسجستان فجعل على شرطته حبيب بن شهاب وعلى القضاء عميرة بن تبرى وقد تقدم لنا أخبار قيس في خراسان وكان عمرو بن العاص على مصر كما تقدم فولى سنة إحدى وأربعين من قبله على أفريقية عقبة بن نافع بن عبد قيس وهو ابن خالته فانتهى إلى لواته ومزاتة فأطاعوه ثم كفروا فغزاهم وقتل وسبى ثم افتتح سنة اثنتين وأربعين بعدها غذامس وقتل وسبى وافتتح سنة ثلاثة وأربعين بعدها بلد ودان معاوية بالمدينة سنة اثنتين وأربعين مروان بن الحكم فاستقضى عبد الله بن الحرث بن نوفل وولى معاوية على مكة في هذه السنة خالد بن العاص ابن هشام وكان على أرمينية حبيب بن مسلمة الفهري وولاه عليها معاوية ومات سنة اثنتين وأربعين فولى مكانه.
واستعمل ابن عامر في هذه السنة على ثغر الهند عبد الله بن سوار العبدي ويقال ولاه معاوية وعزل ابن عامر في هذه السنة قيس بن الهيثم عن خراسان وولى مكانه الحرث ابن عبد الله بن حازم ثم عزل معاوية عبد الله بن عامر عن البصرة سنة أربع وأربعين وولى مكانه الحرث بن عبد الله الأزدي ثم عزله لأربعة أشهر وولى أخاه زيادا سنة خمس وأربعين فولى على خراسان الحكم بن عمر الغفاري وجعل معه على الخراج أسلم بن زرعة الكلابي ثم مات الحكم فولى خليد بن عبد الله الحنفي سنة سبعة وأربعين ثم ولي على خراسان سنة ثمان بعدها غالب بن فضالة الليثي وتولى عمرو بن العاص سنة تسعة وأربعين فولى مكانه سعيد بن العاص فعزله عبد الله بن الحرث عن القضاء واستقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن وفي سنة خمسين توفي المغيرة بن شعبة فضم الكوفة إلى أخيه زياد فجاءه إليها واستخلف على البصرة سمرة ابن جندب وكان يقسم السنة بين المصريين في الإقامة نصفا بنصف وفي سنة خمسين هذه اقتطع معاوية أفريقية عن معاوية بن خديج بمصر وولى عقبة بن نافع الفهري وكان مقيما ببرقة وزويلة من وقت فتحها أيام عمرو بن العاص فأمده بعشرة آلاف فسار إليها وانضاف إليه من أسلم من البربر ودوخ البلاد وبنى بالقيروان وأنزل عساكر المسلمين ثم استعمل معاوية على مصر وأفريقية مولاه أبا المهاجر فاساء عزل عقبة وجاء عقبة إلى الشام فاعتذر إليه معاوية ووعده بعمله ومات معاوية فولاه يزيد سنة اثنتين وستين وذكر الواقدي أن عقبة ولي سنة اثنتين وستين واستعمل أبا المهاجر فولى الأمصار فحبس عقبة وضيق عليه وأمره يزيد بإطلاق فوفد عقبة فأعاده إلى عمله فحبس أبا المهاجر وخرج غازيا وأثخن حتى قتله كسيلة كما يأتي في سنة إحدى وخمسين ولى زياد على خراسان الربيع بن زياد الحرث مكان خليد بن عبد الله الحنفي وفي سنة ثلاث وخمسين توفي زياد يزيد واستخلف على البصرة سمرة بن جندب وعلى الكوفة عبد الله خالد بن أسيد ثم ولى الضحاك بن قيس سنة خمس بعدها وفي هذه السنة مات الربيع بن زياد عامل خراسان قبل موت زياد واستخلفه ابنه عبد الله ومات لشهرين واستخلف خليد بن يربوع الحنفي وكان على صفا بيروز الديلمي من قبل معاوية فمات سنة ثلاث وخمسين وفي سنة أربع وخمسين عزل معاوية عن المدينة سعيد بن العاص ورد إليها مروان بن الحكم ثم عزله سنة سبعة وولى مكانه الوليد بن عقبة بن أبي سفيان وعزل سنة تسعة وخمسين عن البصرة ابن جندب وولى مكانه عبد الله بن عمر بن غيلان وولى على خراسان عبيد الله بن زياد ثم ولاه سنة خمس بعدها على البصرة مكان بن غيلان ثم ولى على خراسان سنة ستة وخمسين سعيد بن عثمان بن عفان وفي سنة ثمانية وخمسين عزل معاوية عن الكوفة الضحاك بن قيس واستعمل مكانه ابن أم الحكم وهي أخته وهو عبد الرحمن بن عثمان الثقفي وطرده أهل الكوفة فولاه مصر فرده معاوية بن خديج وولى مكانه على الكوفة سنة تسعة وخمسين النعمان بن بشير وولى فيها على خراسان عبد الرحمن بن زياد فقدم إليها قيس بن الهيثم السلمي فحبس أسلم بن زرعة فأغرمه ثلثمائة ألف درهم ثم مات معاوية سنة ستين وولاته على النواحي من ذكرناه وعلى سجستان عباد بن زياد وعلى كرمان شريك بن الأعور وعزل يزيد لأول وليته الوليد بن عقبة عن المدينة والحجاز وولاها عمر بن سعيد الأشدق ثم عزله سنة إحدى وستين ورد الوليد بن عقبة وولى على خراسان سالم بن زياد فبعث سالم إليها الحرث بن معاوية الحرثي وبعث أخاه يزيد إلى سجستان وكان بها أخوهما عباد عنهما وقاتل يزيد أهل كابل فهزموه فبعث مسلم على سجستان طلحة الطلحات وهو طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي فبقي سنة وبعث سنة اثنتين وستين عقبة بن نافع إلى أفريقية فحبس أبا المهاجر واستخلف على القيروان زهير بن قيس البلوي كما نذكر في أخباره وتوفي في هذه السنة مسلمة بن مخلد الأنصاري أمير مصر ثم هلك يزيد سنة أربع وستين واستخلف على أهل العراق عبيد الله بن زياد وولى أهل البصرة عليهم عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب ويلقب ببة وهرب ابن زياد إلى الشام وجاء إلى الكوفة عامر بن مسعود من قبل ابن الزبير وبلغه أهل الري وعليهم الفرخان فبعث عليهم محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب فهزموه فبعث عتاب بن ورقاء فهزمهم ثم بويع مروان وسار إلى مصر فملكها من يد عبد الرحمن بن حجام القريشي داعية ابن الزبير وولى عليها عمر بن سعيد ثم بعثه للقاء مصعب بن الزبير لما بعثه أخوه عبد الله إلى الشام وولى على مصر ابنه عبد العزيز فلم يزل عليها واليا إلى أن هلك لسنة خمسة وثمانين فولى عبد الملك عليها ابنه عبد الله بن عبد الملك وخلع أهل خراسان بعد يزيد سالم بن زياد واستخلف المهلب بن أبي صفرة ثم ولى مسلم عبد الله بن حازم فاستبد بخراسان إلى حين ثم خرج أهل الكوفة عمر بن حريث خلفة بن زياد وبايعوا لابن الزبير وقدم المختار بن أبي عبيد أميرا على الكوفة من قبله بعد ستة أشهر من مهلك يزيد وامتنع شريح من القضاء أيام الفتنة واستعمل ابن الزبير على المدينة أخاه مصعبا سنة خمس وستين مكان أخيه عبد الله وثار بنو تميم بخراسان على عبد الله بن حازم فغلبه عليها بكير بن وشاح وغلب المختار على ابن مطيع عامل ابن الزبير بالكوفة سنة ست وستين ثم مات مروان سنة خمس وستين وولي عبد الملك وولي ابن الزبير أخاه مصعبا على البصرة وولي مكانه بالمدينة جابر بن الأسود بن عوف الزهري ثم ملك عبد العزيز سنة إحدى وسبعين واستعمل على البصرة خالد بن عبد الله بن أسد وعلى الكوفة أخاه بشر بن مروان وكان على خراسان عبد الله بن حازم بدعوة ابن الزبير فقام بكير بن وشاح التميمي بدعوة عبد الملك وقتله وولاه عبد الملك خراسان وكان على المدينة طلحة بن عبد الله بن عوف بدعوة ابن الزبير بعد جابر بن الأسود فبعث عبد الملك طارق بن عمر مولى عثمان فغلبه عليها ثم قتل ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين وانفرد عبد الملك بالخلافة وولي على الجزيرة وأرمينية أخاه محمدا وعزل خالد عن البصرة وضمها إلى أخيه بشر فسار إليها واستخلف على الكوفة عمر بن حريث وولى على الحجاز واليمن واليمامة الحجاج بن يوسف وبعثه من الكوفة لحرب ابن الزبير وعزل طارقا عن المدينة وسار من جنده وفي سنة أربع وسبعين استقضى أبا إدريس الخولاني وأمر بشر أخاه أن يبعث المهلب بن أبي صفرة لحرب الأزارقة وعزل عن خراسان بكير بن وشاح وولى مكانه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد فبعث أمية ابنه عبد الله على سجستان وكان على أفريقية زهير بن قيس البلوي فقتله البربر سنة تسع وستين وشغل عبد الملك بفتنة ابن الزبير فلما فرغ منها بعث إلى أفريقية سنة أربع وسبعين حسان بن النعمان القيساني في عساكر لم ير مثلها فأثخن فيها وافترقت جموع الروم والبربر وقتل الكاهنة كما يذكر في أخبار أفريقية ثم ولى عبد الملك سنة خمس وسبعين الحجاج بن يوسف على العراق فقط وولى على السند سعيد بن أسلم بن زرعة وقتل في حروبها وكان أمر الخوارج وفي سنة ست وسبعين ولي على المدينة أبان ابن عثمان وكان على قضاء الكوفة شريح وعلى قضاء البصرة زرارة بن أبي أوفى بعد هشام بن هبيرة وعلى قضاء المدينة عبد الله بن قشير بن مخرمة ثم كانت حروب الخوارج كما نذكر في أخبارهم وفي سنة ثمان وسبعين عزل عبد الملك أمية بن عبد الله عن خراسان وسجستان وضمهما إلى الحجاج بن يوسف فبعث الحجاج على خراسان المهلب بن أبي صفرة وعلى سجستان عبد الله بن أبي بكرة وولى على قضاء البصرة موسى بن أنس واستعفى شريح بن الحرث من القضاء بالكوفة فولى مكانه أبا بردة بن أبي موسى ثم ولى على قضاء البصرة عبد الرحمن بن أذينة وخرج عبد الرحمن بن الأشعث فملك سجستان وكرمان وفارس والبصرة ثم قتل ورجعت إلى حالها وذلك سنة إحدى وثمانين وفي سنة اثنتين وثمانين مات المهلب بن أبي صفرة واستخلف ابنه يزيد على خراسان فأقره الحجاج وفي هذه السنة عزل عبد الملك أبان بن عثمان عن المدينة وولى مكانه هشام بن إسمعيل المخزومي فعزل هشام نوفل ابن مساحق عن القضاء وولي مكانه عمر بن خالد الزرقي وبنى الحجاج مدينة واسط وفي سنة خمس وثمانين عزل الحجاج يزيد بن المهلب عن خراسان وولى مكانه هشام أخاه المفضل قليلا ثم قتيبة بن مسلم وتوفي عبد الملك وعزل الوليد لأول ولايته هشام بن إسمعيل عن المدينة وولى مكانه عمر بن عبد العزيز فولى على القضاء أبا بكر بن عمر بن حزم وولى الحجاج على البصرة الجراح بن عبد الله الحكمي وولى على قضائها عبد الله بن أذينة وعلى قضاء الكوفة أبا بكر بن أبي موسى الأشعري وفي سنة تسع وثمانين ولى الوليد على مكة خالد بن عبد الله القسري وكان على ثغر السند محمد بن القاسم بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي وهو ابن عم الحجاج ففتح السند وقتل ملكه وكان على مصر عبد الله بن عبد الملك ولاه عليها أبوه ففل ملكها فعزله الوليد في هذه السنة وولى مكانه قرة بن شريك وعزل خالدا عن الحجاز وولى عمر بن عبد العزيز وفي سنة إحدى وتسعين عزل الوليد عمه محمد بن مروان عن الجزيرة وأرمينية وولى مكانه أخاه مسلمة بن عبد الملك وكان على طندة في قاصية المغرب بن زياد عاملا لمولاه موسى بن نصير عامل الوليد بالقيروان فأجاز البلاد والبحر إلى بلاد الأندلس وافتتحها سنة اثنتين وتسعين كما يذكر في أخبارها وفي سنة ثلاث وتسعين عزل بن عبد العزيز عن الحجاز وولى مكانه خالد بن عبد الله على مكة وعثمان بن حيان على المدينة ومات الحجاج سنة خمس وتسعين ثم مات الوليد سنة ست وتسعين وفيها قتل قتيبة بن مسلم لانتقاضه على سليمان وولاها سليمان يزيد المهلب وفيها مات قرة بن شريك وكان على المدينة أبو بكر بن محمد بن عمر بن حزم وعلى مكة عبد العزيز بن عبد الله ابن خالد بن أسيد وعلى قضاء الكوفة أبو بكر بن موسى وعلى قضاء البصرة عبد الرحمن بن أذينة وفي سنة سبع وتسعين عزل سليمان بن موسى بن نصير عن أفريقية وولى مكانه محمد بن يزيد القرشي حتى مات سليمان فعزل واستعمل عمر مكانه إسمعيل بن عبد الله وفي سنة ثمان وتسعين كان فتح طبرستان وجرجان أيام سليمان بن عبد الملك على يد يزيد اين المهلب وفي سنة تسع وتسعين استعمل عمر ابن عبد العزيز على البصرة عدي بن أطأة الفزاري وأمره بإنقاذ يزيد بن المهلب موثوقا على القضاء الحسن بن أبي الحسن البصري ثم أياس بن معاوية وعلى الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يزيد بن الخطاب وولى على المدينة عبد العزيز بن أرطأة وولى على خراسان الجراح بن عبد الله الحكمي ثم عزل سنة مائة وولى عبد الرحمن بن نعيم القريشي وولى على الجزيرة عمر بن هبيرة الفزاري وعلى أفريقية إسمعيل بن عبد الله مولى بني مخزوم وعلى الأندلس السمح بن مالك الخولاني ثم في سنة إحدى ومائة عزل إسمعيل عن أفريقية وولاها يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج فلم يزل عليها إلى أن قتل وفي سنة اثنتين ومائة ولي يزيد بن عبد الملك أخاته مسلمة على العراق وخراسان فولى على خراسان سعيد بن عبد العزيز بن الحرث ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية ويقال له سعيد خدينة ثم استحيا من مسلمة في أمر الجراح فعزله وولى مكانه ابن يزيد بن هبيرة فجعل على قضاء الكوفة القاسم ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعلى قضاء البصرى عبد الملك بن يعلى وكان على مصر أسامة بن زيد وليها بعد قرة بن شريك وولى ابن هبيرة على خراسان سعيدا الحريشي مكان حذيفة وفي سنة ثلاث ومائة جمع يزيد مكة والمديبة لعبد الرحمن بن الضحاك وعزل عبد العزيز بن عبد الله بن خالد عن مكة وعن الطائف وولى مكانه على الطائف عبد الواحد بن عبد الله البصري وفي سنة أربع ومائة ولى يزيد على أرمينية الجراح بن عبد الله الحكمي وعزل عبد الرحمن بن الضحاك عن مكة والمدينة لثلاث سنين من ولايته وولى عليهما مكانه عبد الواحد النصري وعزل هبيرة سعيد الحريشي عن خراسان وولى عليها مسلم بن سعيد ابن أسلم بن زرعة الكلابي ولى على قضاء الكوفة الحسين بن حسين الكندي ومات يزيد بن عبد الملك سنة خمس وولي هشام فعزل ابن هبيرة عن العراق وولى مكانه خالد بن عبد الله القسري واستعمل خالد على خراسان أخاه أسدا سنة سبع ومائة وعزل مسلم بن سعيد وولى على البصرة عقبة بن عبد الأعلى وعلى قضائها ثمامة بن عبد الله بن أنس وولى على السند الجنيد بن عبد الرحمن واستعمل هشام على الموصل الحر بن يوسف وعزل عبد الواحد النصري عن الحجاز وولى مكانه إبراهيم بن هشام بن إسمعيل المخزومي واستتقضى بالمدينة محمد بن صفوان الجمحي ثم عزله واستقصى الصلت الكندي وعزل الجراح بن عبد الله عن أرمينية وأذربيجان وولى مكانه أخاه مسلمة فولى عليها الحرث ابن عمر الطائي وكان على اليمن سنة ثمان يوسف بن عمر وفي سنة تسع عزل سنة تسع عزل خالد أخاه أسدا عن خراسان وولى هشام عليها أشرس بن عبد الله السلمي وأمره أن يكاتب خالدا بعد أن كان خالد ولى الكم بن عوانة الكلبي مكان أخيه فلم يقر فعزله هشام ومات في سنة تسع عامل القيروان بشر بن صفوان فولى هشام مكانه عبيدة بن عبد الرحمن بن الأغر السلمي فعزله عبيدة يحيى بن سلمة الكلبي عن الأندلس استعمل حذيفة بن الأخوص الأشجعي ثم عزل لستة أشهر ووليها عثمان بن أبي نسعة الخثعمي وفي سنة عشر ومائة جمع خالد الصلاة والأحداث والشرط والقضاء بالبصرة لبلال بن أبي بردة وعزل تمامة عن القضاء وفي سنة إحدى عشرة عزل هشام عن خراسان أشرس بن عبد الله وولى مكانه الجنيد بن عبد الرحمن بن الحرث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري وولى على أرمينية الجراح بن عبد الله الحكمي وعزل مسلمة وفيها عزل عبيدة بن عبد الرحمن عامل أفريقية وعثمان بن أبي تسعة عن الأندلس وولى مكانه الهيثم بن عبيد الكناني وفي سنة اثنتي عشرة قتل الجراح بن عبد الله صاحب أرمينية قتله التركمان فولى هشام مكانه سعيدا الحريشي ومات الهيثم عامل الأندلس وولوا على أنفسهم مكانه محمد بن عبد الله الأشجعي شهرين وبعده عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي من قبيل ابن عبد الرحمن السلمي عامل أفريقية وغزا إفرنجة فاستشهد فولى عبيدة مكانه عبد الملك بن قطن الفهري وعزل عبيدة عن إفريقية وولى مكانه عبيد الله بن الحجاب وكان على مصر فسار إليها وفي سنة أربع عشرة عزل هشام مسلمة عن أرمينية وولى مكانه مروان بن محمد بن مروان وعزل إبراهيم بن هشام عن الحجاز وولى مكانه على المدينة خالد بن عبد الملك بن الحرث بن الحكم وعلى مكة والطائف محمد بن هشام المخزومي وفي سنة ست عشرة ومائة عزل هشام الجنيد بن عبد الرحمن المري عن خراسان وولى مكانه عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي وفيها استعمل عبد الله بن الحجاب على الأندلس عقبة بن الحجاج القيسي مكان عبد الملك بن قطن ففتح خليتيه وفي سنة سبع ومائة عزل هشام عاصم بن عبد الله عن خراسان وولى مكانه خالد بن عبد الله القسري فاستخلف خالد أخاه أسدا وولى هشام على أفريقية والأندلس عبيد الله بن الحجاب وكان على مصر فسار إليها واستخلف على مصر ولده وولى على الأندلس عقبة بن الحجاج وعلى طنجة ابنه إسمعيل وبعث حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع غازيا إلى المغرب فبلغ السوس الأقصى وأرض السودان وفتح وغنم وأغزاه إلى صقلية وعشرين ومائة ففتح سنة اثنتين وعشرين ومائة ففتح اأثرها ثم واستدعاه لفتنة ميسرة كما نذكره في أخبارهم وفي سنة ثمان عشرة عزل هشام عن المدينة خالد بن عبد الملك بن الحرث وولى مكانه محمد بن هشام بن إسمعيل وفي سنة عشرين مات أسد بن عبد الله الخراساني وولي مكانه نصر بن سيار وعزل هشام خالد القسري عن جميع أعماله بالعراقين وخراسان وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي استقدمه إليها من ولاية اليمن فأقر نصر بن سيار على خراسان وكان على قضاء الكوفة ابن شرمة وعلى قضاء البصرة عامر بن عبيدة وولى يوسف بن عمر بن شرمة على سجستان واستقضى مكانه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وكان على قضاء البصرة اياس بن معاوية بن قرة فمات في هذه السنة وفي سنة ثلاث وعشرين قتل كلثوم بن عياض الذي حثه هشام لقتال البربر بالمغرب وتوفي عقبة بن الحجاج أمير الأندلس وقيل بل خلعوه وولى مكانه عبد الملك بن قطن ولايته الثانية كما يذكر وفي سنة أربع وعشرين ظهر أمر أبي مسلم بخراسان وتلقب بلخ على الأندلس ثم مات وكان سار إليها من فل كلثوم بن عياض لما قتله البربر بالمغرب وولى هشام على الأندلس أبا الخطار حسام بن ضرار الكلبي فأمر حنظلة بن صفوان أن يوليه فولاه وكان ثعلبة بن خزامة سلامة الجرابي قد ولوه بعد بلخ فعزله أبو الخطار وفي هذه السنة ولى الوليد بن يزيد خالد بن يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي على الحجاز فأسره ثم قتل الوليد سنة ست وعشرين فعزل يزيد عن العراق يوسف بن عمر وولى مكانه منصور ابن جمهور فبعث عامله على خراسان فامتنع نصر بن سيار من تسليم العمل له ثم عزل يزيد منصور بن جمهور وولى مكانه على العراق عبد الله بن عمر ابن عبد العزيز وغلب حنظلة على إفريقية عبد الرحمن بن حبيب كما يذكر في خبرها وعزل يزيد عن المدينة يوسف بن محمد بن يوسف وولى مكانه عبد العزيز ابن عمر بن عثمان وغلب سنة سبع وعشرين عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر على الكوفة وولى مروان على الحجاز عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وعلى العراق النضر بن سعيد الحريشي وامتنع ابن عمر من استلام العمل إليه ووقعت الفتنة بينهم ولحق ابن عمر بالخوارج كما يذكر في أخبارهم واستولى بنو العباس على خراسان وفي سنة تسع وعشرين ولي يوسف بن عبد الرحمن الفهري على الأندلس بعد نوابة بن سلامة كما ياتي في أخبارهم وولى مروان على الحجاز عبد الواحد وعلى العراق يزيد بن عمر بن هبيرة وفي سنة ثلاثين ملك أبو مسلم خراسان وهرب عنها نصر بن سيار فمات بنواحي همذان سنة إحدى وثلاثين وجاء المسودة عليهم قحطبة ابن هبيرة على العراق وملكوه وبايعوا خليفتهم أبا العباس السفاح ثم غلبوا مروان على الشام ومصر وقتلوه وانقرض أمر بني أمية وعاد الأمر والخلافة لبني العباس والملك لله يؤتيه من يشاء من عباده وهذه أخبار بني أمية مخلصة من كتاب أبي جعفر الطبري ولنرجع إلى أخبار الخوارج كما شرطنا في أخبارها بالذكر والله المعين لا رب غيره.